اصطاد ثعبان دراجا أعرج واستعد
لالتهامه ، لكن ثعلبا سرقه منه بحركة سريعة بارعة ، ولم يترك له فرصة لاستعادته .
قال الثعبان :
- أنا من اصطاد هذا الديك البري
فمن حقي أن أتمتع بأكله .
رد عليه الثعلب :
- سيكون من نصيبي يا ثعبان . فمنذ
شهر ، أوقفته وعضضته من إحدى قائمتيه . أنظر مليا ، أليس هذا الدراج أعرج ؟
أمام هذه الحجة الدامغة ترك
الثعبان الدراج للثعلب .
واستعد الثعلب لاتهام الدراج لكن
ذئبا انقض على الفريسة وافتكها منه . فلم يستسلم الثعلب بسهولة ، وصار يحاجج الذئب
:
- إنه دراجي يا ذئب . أنا من
اصطاده ، فهو ملكي ومن حقي التهامه . فلماذا تسطو على رزق غيرك أيها الظالم الغشوم
؟
رد الذئب مبتسما :
- هذا لن يكون أبدا يا ثعلبي
العزيز . ولتعلم أنني اصطدت هذا الدراج منذ ستة شهور لكنني لم آكل هذا الطائر
البري لأنه كان هزيلا . فربطته في كهف وجعلت أسمنه . ومع حرصي الشديد ، غافلني ابن
الدراجة الملعونة وفر بجلده .
أنظر مليا ، ألا ترى ذيله المنتوف
يا ثعلب ؟
كان الثعلب يعرف أن ما قاله الذئب
كذب في كذب ، وإن مقولته لا أساس لها من الصحة مثلها مثل تأكيداته هو للثعبان . ولكن
ما حيلته أمام حجج الذئب الدامغة ، فتخلى له عن الدراج .
في تلك اللحظات ، وصل نمر بغتة . انقض
على الدراج وافتكه من بين أنياب الذئب الذي صاح محتجا :
- اترك لي دراجي أيها النمر ،
فأنا من اصطاده . إنه رزقي الحلال يا سيد الغابة .
فرد النمر على افتراءات الذئب :
- هذا غير صحيح يا حبيبي لأن هذا
الدراج ملكي الخاص . لقد حجزت هذا الطائر منذ سنة . والله لأقطعن اليد التي تمتد
نحو ريشة من ريشه .
فارتفع لغط الذئب والثعلب
والثعبان :
- هذا كذب بائن يا نمر ، فعمر هذا
الدراج أقل من سنة .
هات حجة أخرى إن كنت من الصادقين .
فقال لهم النمر هادئا مطمئنا :
- كلامكم سليم يا أحبابي ، ولكن
لتعلموا أنني اصطدت منذ سنة دراجة عرجاء وبلا ذيل ، فاستعطفتني هذه الدجاجة
المسكينة وطلبت مني أن أطلق سراحها . ووعدتني بأن تهبني كل فراخها مقابل عفوي
وكرمي .
أنظروا أيها العميان ، أليس هذا
الدراج أعرج وبلا ذيل ؟ إنه بلا شك واحد من ذرية دراجتي ، فمن العدل إذن أن يكون
من نصيبي .