يرسم
لنا الشاعر فى ابياته ملامح العالم المثالي الذى ينشده ويسعى إليه، برسم صورة
للمجتمع الفاضل، الذى تغمره المحبة، ويخلو من الأحقاد، والكراهية، والنص التالي
يوضح لك صورة المجتمع الذى ينشده..
ليس
فيه آكل من لقوة بنت سِفاح.
ولدت
مرجومة الانساب من غير كفاح.
ليس
فيه جائر يمتص أيام الضعيف.
رشفة
راقصة الجور على نعش الرغيف.
ليس
فيه قابع لذاته يعبد ذاته.
لا
يحب النور إلا إن سقى النور حياته.
لا
يحب العطر إلا إن رمى البستان زهره.
وتلاشى
فوق كفيه فلا ينفح غيره.
ليس
فيه من ضباب الكره والأحقاد ذرة.
كل ما
فيه صبابات، وحب ومسرة.
----------------
بعض
المعاني:
بنت
سفاح: لقمة جاءت عن طريق حرام كالسرقة - قابع: مختلف - صبابات: جمع صبابة وهى
الشوق
----------------
التوضيح:
يحلم
كثيرا من الشعراء بمجتمع فاضل خال من الرذيلة، يستمسك أفراده بخصال الخير
والفضيلة، مجتمع تسوده المحبة، ويعمه الخير والسلام.
وهذا
شاعرنا يختار بضعة معالم للمجتمع الأفضل فيقول:-
-
المجتمع الأفضل لا يوجد فيه من يجمع ماله من حرام، أو يأكل لقمة ليست من كسبه ولا
من كده، بل يأكل من عمل يده، ومن ثمرة كفاحه ومن جنى غرسه، وعرق نضاله.
- لا
يوجد فيه من يستغل الضعيف، ويستعبده، ويسخره فى العمل، ليمتص خيره، وليجنى من
ورائه الربح الوفير، والثراء العريض، ولا يترك له بعد ذلك إلا رغيفا هزيلا، لا
يشبع جوعه، ولا يكف حاجته.
- لا
يوجد فيه الأناني الذى يحب ذاته، ويستأثر بالخير لنفسه، ولا يترك منه شيئا لغيره.
ينشد
الشاعر مجتمعا يخلو من الحقد والكراهية، وتنتشر فيه المحبة بين أفراده، يسعد فيه
الفرد بالخير ولو كان من نصيب غيره، فلا يحقد عليه، ولا يحسده، بل يشعر كأن الخير
جاءه هو.
ينشد
الشاعر مجتمعا لا يستشعر فيه أحد أنه أفضل من سواه، بل الكل سواء
---------------------------
للشاعر:
محمود حسن إسماعيل، ولد فى محافظة أسيوط وتخرج فى دار العلوم سنه 1936م، ومن
دواوينه: "أغانى الكوخ" و "هكذا أغنى" و "أين
المفر؟" و "نار الأحقاد"، وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع