في فصل الخريف ، وفي حقل ذرة لم
يستو بعد ، كانت تعيش جرادة رمادية .
قريبا من حقل الذرة ، وفوق العشب
الأخضر ، كان يوجد مسكن الجرادة الخضراء .
ذات يوم ، استعدت الجرادة
الرمادية وقفزت قفزة هائلة ، فغادرت حقل الذرة وحطت فوق العشب الأخضر .
- هاي . ماذا يحدث ؟ ماذا تفعلين
أنت هنا ؟
- من هذا الذي يتكلم ؟
والتفتت الجرادة الرمادية حولها
تبحث عن مصدر الصوت ، فاكتشفت جرادة خضراء عند مرمى بصرها . جرادة لم تستطع
تمييزها بسهولة بين الأعشاب بسبب كسوتها الخضراء .
- أنا الجرادة الرمادية . أسكن في
حقل الذرة المجاور . أعذريني إن كنت أقلقت راحتك بهذا الهبوط الصاخب .
كانت الجرادة الرمادية تتكلم وهي
منهمكة في تفحص الجرادة الخضراء من كل الجهات : رأس أخضر ، وجسم أخضر ، حتى
الجناحان خضراوان كأنهما ورقتان منشورتان ، ورقتان من حجر اليشم الكريم .
تأملت جرادة حقل الذرة جرادة
العشب الأخضر ، فأكل الحسد عقلها وقلبها وكرهت نفسها . كرهت هذا اللون الرمادي ،
فعادت إلى حقل الذرة تجر أذيال الخيبة .
في الغد ، عادت الجرادة الرمادية
خفيفة إلى الأرض الخضراء ، فدعكت جسمها بالحشائش دعكا شديدا حتى اخضر لونها ،
فصارت ترقص فرحا وغبطة .
وعند عودتها إلى حقل الذرة ،
وبينما كانت تعرض جمالها على أترابها ولعابها الأخضر يسيل من فمها ، انقض عليها
فرس النبي من خلف ، فأكلها .
لقد جنى عليها هذا اللون الأخضر
الجميل الذي جعلها تتميز على قريناتها في حقل
الذرة الرمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع