إن الحياة تجارب ، يأخذها اللاحقون عن السابقين ، ليستفيدوا بها ، وتكون نبراسا لهم ، تنير لهم طريقهم ، وتبعث الطمأنينة فى نفوسهم حتى لا تصيبهم صدمات الدهر ، وتقلبات الزمان ، لأن كل إنسان فى هذه الحياة يحتاج لمن حوله من الناس ، يتعلم منهم ، ويستفيد من خبراتهم ، حتى يعيش آمنا مُطمئنا ، واعيا لهذه التقلبات ، مما يقوى العلاقات والروابط بين البشر.
والإنسان لا يحيا مستقلا عن غيره ، فهو محتاج للآخرين ، يأخذ عنهم ، ويستفيد من تجاربهم ،
والزمان إذا كان قد اتعبنا ، فقد أتعب غيرنا ممن كانوا قبلنا ،
وإذا كان الناس قد سعدوا بهذا الزمان فترة .. فإنه قد أساء إليهم فترات ،
وتلك هى سُنة الحياة ، فلا نعيم يدوم ، ولا شقاء يقيم ، فمن صفات الدهر أنه إذا أعطى شيئا أخذ أشياء.
وكلما فتح الزمان للإنسان طريقا للخير والتقدم ، إذا بالإنسان يسىء استغلاله ويحوله أداة للشر والدمار ،
فعندما عرف الإنسان الحديد .. صنع منه أدوات الدمار ،
وعندما عرف الذرة جعلها أسلحة رهيبة تفتك بالبشرية كلها ،
وعندما اخترع الديناميت ليفجر الجبال ويستفيد منها فى شق الطرق والتنقيب عن المعادن ..
إذا به يجعله سلاحا مُدمرا للفتك بغيره من البشر ، فالناس يتقاتلون لأتفه الأسباب ،
مع أن الدنيا "نفسها" لا تساوى أن يتقاتل من أجلها الإنسان.
والإنسان الحر الكريم يفضل الموت على أن يعيش ذليلا مُهانا . والموت لابد منه ، ولا مفر منه ،
فلو كان الجبان يسلم من الموت بفراره من المعركة أو موقف يستوجب الشهامة ،
بينما الشجاع يلقى الموت بشجاعة ، فإننا نعد هذا الشجاع ضالا على إقدامه ،
لأنه يعرض نفسه للقتل ، ولكن الحياة لا تبقى لأحد ، سواء أكان جبانا أم شجاعا ،
فالكل أمام الموت سواء ، لأنه يلاحق الجميع ، فالشجاع لا تضره شجاعته بل تنفعه ، والجبان لا ينفعه جبنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع