دولة عجيبة، تبسط أجنحتها الصغيرة على الدنيا، وتنشر أفرادها فى كل البقاع، لا تختفى من أرض، ولا تخلو منها سماء، إذا رأت عين الشمس زقزقت، وإذا خرج الصبح من جوف الليل خرجت هى من الأعشاش من المنادى الخفى الذى يوقظها جميعًا فى لحظة واحدة، فتهب إلى العمل وهى تغنى، فلا كسلان متخلف، ولا متثائب مترف، وعصافير الأرض تخرج كلها للعيش فرحة مغردة متواضعة متآخية، والإنسان لا يحلم إلا بإستغلال أخيه الإنسان؛ ليعمل بدلا منه منذ الصباح الباكر.
الإنسان يتمدد فى فراشه يتمطى ويتراخى ويتثاءب حتى الضحى، فلا يرى الشمس الذهبية ولا الفجر الفضى، ولا يستنشق الهواء الندى .. إنما شمسه ذهب مرصود فى المصارف، وفجره فضة تزين أدوات حجرته، وهواؤه طمع يملأ صدره.
للكاتب: توفيق الحكيم
ممكن تلخيص للفقرة ضروري؟
ردحذف