"إذا حضرت مجالس العلم، فلا يكن حضورك إلا حضور مٌستزيد علما وأجرا؛ لا حضور مستغن بما عندك، طالبًا عثرة تشنّعها، أو غريبة تٌشيعها، فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون فى العلم أبدًا، فإذا حضرت للأولى، فقد حصلت خيرًا كثيرًا، وإن حضرت للثانية، فجلوسك فى منزلك أروح لبدنك، وأكرم لخلقك، وأسلم لدينك،
وإذا حضرت هذه المجالس، فالتزم أحد ثلاثة وجوه:
إما أن تسكت، فتحصل على اجر النية فى المشاهدة، وعلى الثناء عليك بقلة الفضول، وعلى كرم المجالسة، وعلى مودة من تجالس،
وإما أن تسأل سؤال المتعلم، فتحصل على أربع محاسن السابقة، وعلى أخرى خامسة وهى استزادة العلم،
وإما أن تنقد ما يقال، فإذا تعرضت للنقد لخطاب بلسان، أو كلام فى كتاب، فإياك ومقابلته مقابلة المباغضة الباعثة عن المبالغة قبل أن تبين بطلانه ببرهان قاطع، وإياك أن تقبل إقبال المصدّق المستحسن باليل والهوى؛ ولكن إقبال من يريد فهم ما سمع وما رأى، يستزيد علمًا، ثم قبوله إن كان حسنًا، أو رده إن كان خطأ".
(للمفكر الأندلسى ابن حزم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع