الرق الفكري

هل يمكن أن تكون أجسادنا حرة وعقولنا في اسر العبودية ؟ 
هذا هو واقع الحال في الكثير ممن هم حولنا وربما فينا 
نحتاج إلي إطلاق العنان للتفكير الحر .. تفكير بمعني التفكر .. نحتاج إلي تلك الروح التي جعلت من الآخرين يتقدمون ..
إنه البحث في كل دقائق التفكير ..تشريح التفكير ..
وفهم طريقة عمل العقل البشري ..

ماذا يعني الرق الفكري :

إنه يعني في احد تجلياته .. أنك نقبل من الاسم .. الاسماء لها قداسة ويقبل منها فقط لأنه فلان .. كأنما عقولنا في قيد عن نقد الاسماء التي الحقت بها هالة معينة 
هذا الرق الفكري هو أول ما حارب الاسلام ..

لاحظ معي .. كيف أن جواب الكفار عن سر عبادتهم للاصنام ؟ هكذا وجدنا الاباء ..
إنه ذاك الرق الذي يمنع التفكير خوفا من ظهور عورة في الصنم .." الصنم هنا فكر "
.............

اسئلة :

1) كم هي المرات التي رددت فيها كلمات " محفوظة بدون أن تكون علي قناعة تامة بها ؟
2)كم مرة قلت لأحدهم " ليس كل شيء بالعقل عندنا تعجزك الحجة علي صنم فكرك؟ 
3) كم مرة تحججنا أن الحكم الساسة الظروف تمنعنا من أن نمارس حرية الفكر؟ 
..................

إذا جاوبت بصراحة علي ما سبق سوف تجد أين يكون فكرك قيد الرق وأين يتنفس بحرية ..
...............

هل التحرر من الرق الفكري يعني أن نرفض الموروث ؟
 



كثيرا ما يكون الرد علي كل فكرة جديدة اصيلة حاضرا " ولكن هذا ضد المجتمع " 
ضد التراث ..ضد التفكير السائد ..
وكأنما التفكير في حد ذاته يعني هدم السائد .. وهنا مشكلة تتفرع إلي فرعين ..

أ) التمسك بالموجود " بغض النظر عن جودته وفاعليته. 
ب) الافتراض أن التجديد يعني هدم التراث " افتراض جدلي ليس له اساس " 
وعليه يمكن لنا ان نفكر ونضيف ونجدد ونكون فاعلين وبدون ان نخسر الاصيل 
لنحصل علي التجديد والاصالة ..

المهم أن يكون هذا التراث ليس عائق في طريق التقدم والنمو الفكري ..
..................

كيف احرر فكري من الرق ؟ 

حاكم الفكر " بعيدا عن المفكر " 
تصدي للفكرة بشكل علمي وتحليلي ..
عامل الفكرة علي انها نتاج بشرى وهي قابلة للتصويب ..
ولا تستقل ابدا بفكرك ..ولا تقمع تلك الشرارات الاولي التي تبدوا بسيطة ولا تنير كثيرا سرعان ما سوف تشتد وتحتد وتنير كل المكان 
................

تصدى لمن يأسر فكرك:

إن الاسر الفكر اخطر علينا وعلي مجتمعنا من الاسر الجسدي 
لأنه بهذا الاسر يحرمنا من التمتع بما وهبنا الله لنا .. وقد لا يكون لدينا القدرة علي التحرر من قيد في اليد ولكن من يقدر أن يقمع فكرا وعقلا ما لم نكن نحن من نعطي للاخر عقلنا .. وفهمنا ونسيده علي ارواحنا وعقولنا كما تسيد علي الجسد ..

يحضرني الآن موقف ابن تيمية في السجن ..

فقد حبس ومنع عنه كل قلم وما يكتب عليه ولكنه كتب .. بفحمة ... فكانت فحمة ابن تيمية التي نقلت حرية فكره وعقله وما نالوا غير من جسده الفاني .. وبقي فكره 
وذهبت كل الاجساد .... ومن يعرف من حبس جسد ابن تيمية ؟ لا احد 
ولكن فكر ابن تيمية الحر باق لنا .. فلا تحبس نفسك في رق اختياري ..