العبور الكبير


كان لعبور الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر 1973 م ، العاشر من رمضان 1393 هـ أثر كبير؛ حيث رفع الهامة المصرية والعربية، وأعاد لمصر كرامتها وعزتها، وتغنى بها الشعراء، وسجلوه شعرا تعبيرا عن عودة الحق العربى، وتمجيدا للبطولات التى صانت الأرض، وأعادت الحق، وفرضت السلام، فكان معبرا لعودة سيناء إلى حضن أمها مصر.




كان العبور لشعب مصر جميعا * * * حشدت له الأجداد والاحفادا
نادت من الماضى السحيق أصولها * * * ومن الغيوب استدعت الأولادا
وخطت إلى سيناء يجمع ركبها * * * بجلاله الأرواح والاجسادا
وجثت تضم ترابها وتشمه * * * لتقبل من أشواقها الأكبادا
من بعد ما غسلت بحر دمائها * * * عارا يعيث على التراب فسادا
*  *  *
ورنت إلى العلم الرفيع قد استوى * * * فشفى من الأم الرءوم فؤادا
فى ظله همت الدموع لتلتقى * * * بدم أحال شعوبنا أسيادا
لما تناولت الرياح نسيجه * * * صنعت به لجراح مصر ضمادا
إنا وقد صنا كرامة عرضنا * * * عن قدرة لا نحمل الأحقادا
لا نعرف الحرب الضروس هواية * * * لا نبتغى قهرا ولا استعبادا
لكننا فى الحق أهل قضية * * * لم نألها فى العالمين جهادا
حق الفلسطينى فى أوطانه * * * حق تألق نوره وازدادا
------------------------


لقد كان لعبور الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر 1973م .. عبورا لشعب مصر كله؛ حيث حشد له كل قوى الشعب، فلقد نادت مصر أبناءها لتستعيد أصالتها وعراقتها، واستدعت أولادها، وخطت إلى سيناء الغالية بالأرواح والأجساد، وجثا جنود مصر وأبناؤها على تراب سيناء، وعبروا عن مدى أشواقهم فقبلوا ترابها، وقد بذلوا دماءهم الطاهرة فغسلوا بهذه الدماء العار وصانوا العرض.

وارتفع علم مصر فشفى الفؤاد، وفى ظله التقى الدموع بدم الشهداء هذا الدم الذى أحال الشعوب العربية ذات سيادة، وعندما لا مست الرياح صنعت من نسيجه ضمادا لجرح مصر.

فهذا العبور صان الأبناء والأحفاد كرامة وعزة شعبها، حيث كان العبور عن مقدرة لا تعرف حقدا ولا كراهية لأحد، وعندما خاضت مصر هذه الحرب الضروس لم تكن تبغى قهرا ولا استعبادا لأحد، فقد كانت تسعى لإسترداد الحق لم تأل جهدا فى الدفاع عنه والسعى الدءوب وصولا إليه.

إن مصر لتقف دائما إلى جانب الحق الفلسطينى، هذا الحق الذى وضح وأستبان للعالم كله.

------------------
للشاعر: محمد التهامى ، شاعر مصرى معاصر، ولد بمحافظة المنوفية عام 1920م. درس القانون واشتغل بالمحاماة وعمل مديرا لتحرير جريدة الجمهورية. فمديرا للإعلام ومستشارا بالجامعة العربية، وله قصائد زطنية وحماسية. والنص من كتاب "أغنيات لعشاق الوطن".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع